هل تشفى اصابات الركبة....؟؟

هل تشفى اصابات الركبة....؟؟

عندما تصاب ركبة أي منا وخاصة عند الرياضيين ( وهنا سأركز مقالتي على اصابات الركبة عند الرياضيين) أول سؤال يتبادر الى ذهن الشخص المصاب هو

-هل سأعود مثل ما كنت سابقاً؟؟؟؟

-هل سأعود لأمارس رياضتي المفضلة؟؟

-هل سأعود الى المستوى الذي كنت عليه أم أني سأعود ولكن ضمن مستوى أدنى لأني سأخاف من تكرار الاصابة؟؟؟

والسؤال الأهم الذي يدور في ذهن اللاعب العربي تحديداً

- أين ياترى سأعالج ركبتي...؟؟؟ زميلي ذهب الى البلد الفلانيوالأخر ذهب الى ذلك الطبيب..ياترى أين سأذهب أنا؟؟ الى أي بلد ؟؟ الى أي طبيب؟؟هل يوجد في بلدي كادر طبي وتأهيلي ومركز تأهيلي ومركز تأهيل مناسب يستطيع أن يساعدني في العودة الى الملاعب ضمن المستوى المطلوب؟؟؟

كم سأبقى حتى أعود للملاعب ياترى؟؟؟ شهرين –ثلاثة أشهر –سنة؟؟

وبعد أن أعود كم سأبقى في الملاعب؟؟؟

كل هذه الأسئلة ستمر في لحظات سريعة في ذهن اللاعب .. ولكن اجاباتها تحتاج الى ساعات وساعات وربما أكثر....

لن أشرح هنا المكونات التشريحية للركبة ولن أفصل في الاصابات التي تتعرض لها الركبة وألية شفاء كل منها فهذه المواضيع أصبحت كثيرة ومعروفة لدى معظم المتابعين ولكن سأركز على عدة نقاط أساسية في تأهيل اصابات الركبة تحديداً عند الرياضيين

وسأسألكم جمعياً وأرجوا أن أجد الاجابة

لماذا يغادر لاعبونا العرب الى بلدان العالم لعلاج اصاباتهم (اصابات الركبة تحديداً) ؟؟والى متى سيظل الأمر هكذا ؟؟؟ وما الذي نفعله اذا نحن هنا؟؟؟

ولنحدد النقاط الاساسية التى سأتكلم عنها

أولاً: تعرف الركبة على أنها طبياً أحد أهم المفاصل في الجسم وأكثرها تعقيداً في الجسم ولذلك فإن حركة هذا المفصل تعتبر من أرقى الحركات وأكثرها دقة على مستوى الجسم حتى أنه لأمكننا اعتبار حركة الركبة عبارة عن سنفونية موسيقية تعزف( مابين تقلص العضلة مربعة الروؤس وارتخاء في العضلة المضادة وشد في الأربطة الرباطيين المتصالببين ودوران في الأربطة الجانبية الأنسي والوحشي كل هذا يتم بحركة واحدة ضمن تناسق وتناغم عجيب ولو أن خطأ واحد حصل ضمن هذا التناغم لحدثت هناك اصابة وأوحتى اصابات عديدة وخطيرة؟؟؟

لذلك وضمن كل هذه الاعتبارات يجب عند تأهيل اصابات الركبة مراعاة الحفاظ على تناغم هذه السنفونية فاستخدام تمارين التقوية بالأثقال الحديدية فقط لم تعد في علم التأهيل الحديث من الأمور الصحيحة بل يجب مراعاة واستخدام تمارين وتقنيات المرونة والليونة والتمطيط والاسترخاء والتلاعب بفترات العمل والراحة لكي نحافظ على سماع هذه السنفونية أطول فترة ممكنة من حياتنا...

ثانياً: بما أننا نتعامل مع ( ركبة رياضي) فيجب أن نراعي في عملية التأهيل كافة الحركات التي يقوم بها الرياضي مهما كانت رياضيته من

( قفز –جري-تغيير اتجاه- ارتداد- دوران مفاجئ-قفز مفاجىء-تحميل وزن بشكل مفاجئ- جري مع سقوط مفاجئ – جري مع تغيير تحميل الوزن بشكل مفاجئ- سقوط مع دوران محوري على مفصل ثابت......) وبالتالي أخصائي التأهيل المحترف يجب أن يعمل على هذه الحركات بشكل كبير ويجري كافة الاختبارات الوظيفية ضمن هذه الحركات أولاً ومن ثم أن ينتقل للاختبارات الوظيفية الخاصة باللعبة التي يمارسها الرياضي الخاضع للتأهيل

مثلاً: في تأهيل لاعب كرة السلة أهم الاختبارات الوظيفية له عند وجود اصابة في مفصل الركبة( اختبار الجري المتعرج – اختار القفز-اختبار وضعية الدفاع- اختبار الارتداد الخلفي- اختبار السقوط من الأعلى والركبة محنية-اختبار السقوط من الأعلى والركبة مستقيمة)

طبعاً اجراء هذه الاختبارات لايستطيع اجرأها أي أخصائي تأهيل ولا يتم اجرأها بأي مركز تأهيل لذلك يجب أن يكون أخصائي التأهيل الذي سيعمل مع الرياضيين أن يكون على اطلاع على كافة الألعاب الرياضية وطرق ممارستها بشكل نظري وعملي لكي يصل مع مريضه الى أعلى مستوى من العمل.

ثالثاً:

التأهيل والاعداد النفسي

لم يعد بإمكان أي منا انكار الجانب النفسي والتهيئة النفسية للرياضي الطبيعي وخاصة قبل خوض المنافسات الرياضية حتى أن معظم المنتخابات والأندية العالمية بات أخصائي الاعداد النفسي جزء أساسي في كادرها الطبي( ويا ليت أندنيتنا العربية تفعل ذلك)

ولأن الرياضي المصاب وخاصة اصابات الركبة التي تأخذ وقت طويل من التأهيل يحتاج الى اعادة تأهيل نفسي وأن يكون التأهيل النفسي مساوياً للتأهيل الطبي والوظيفي . وطبعاً هذا يتطلب أن يكون هناك ومنذ بداية التحاق اللاعب بالفريق تقييم علمي دقيق للحالة النفسية ( حتى أنه بات هناك استمارة خاصة بتقييم الحالة النفسية) ويجب أن يستمر التقييم طوال فترة الموسم الرياضي وعند حدوث أي اصابة يلاحظ أخصائي الاعداد النفسي التغييرات التي تطرأت على نفسية اللاعب والأسئلة الكثيرة والأفكار الغريبة التي تعاون ستدور في ذهن الاعب لذلك يجب أن يكون هنالك

تعاون ومناقشات وحوارات مستمرة بين عناصر فريق التأهيل ( الطبي والوظيفي والنفسي) لنصل مع اللاعب الى أعلى مستوى من العمل ولكي نضمن باذن الله أن نساعد اللاعب على العودة بأسرع وقت ممكن الى الملاعب وبأعلى المستويات وأن يبقى في الملاعب أطول فترة ممكنة..

وفي النهاية أعود لأكرر سؤالي السابق \

لماذا يغادر لاعبونا العرب الى بلدان العالم لعلاج اصاباتهم (اصابات الركبة تحديداً) ؟؟والى متى سيظل الأمر هكذا ؟؟؟ وما الذي نفعله اذا نحن هنا؟؟؟