تقرير .. هل تتسبب تدخلات اتحاد الكرة "العشوائية" في ضياع حلم التأهل للمونديال؟

ربما تكون قد سمعت عن خبر مفاده ان اتحاد الكرة في بلد ما طلب تقريرا من المدير الفني لمنتخب وطني عن اسباب خروجه من تصفيات "كذا" او نهائيات بطولة "كذا"، اما ان تسمع ان اتحاد الكرة في مصر طلب من مديره الفني تقريرا عن اسباب الهزائم في مباريات ودية، وفي النهاية نريد التأهل الي المونديال، فهذه "عشوائية".
ربما تكون قد سمعت عن خبر مفاده ان اتحاد الكرة في بلد ما يريد تغيير المدير الفني للمنتخب الاول بسبب نتائجه السيئة في التصفيات "كذا" او في النهائيات "كذا"، اما ان تسمع ان عضوا في اتحاد الكرة في مصر يريد ويصر ويسعى بكل جدية لتغيير مدير فني تمكن من حصد 6 نقاط في اول مباراتين بتصفيات كأس العالم للمرة الاولى منذ 22 سنة، وفي النهاية نريد التأهل الي المونديال، فهذه "عشوائية".
ربما تكون قد سمعت عن وجود خبير كروي في اتحاد الكرة في بلد ما يكون بمثابة حلقة الوصل الفنية بين مجلس ادارة الاتحاد والجهاز الفني للمنتخب الاول، اما ان تسمع ان احد اعضاء اتحاد الكرة في مصر يتدخل في الامور الفنية للجهاز ويحلل هذا ويحلل ذاك رغم ان صفته في اتحاد الكرة "ادارية" فقط، وفي النهاية نريد التأهل الي المونديال، فهذه "عشوائية".
ربما تكون قد سمعت عن خبر مفاده ان اتحاد الكرة في بلد ما ساند الجهاز الفني امام تمرد لاعب مهما كان اسمه ومهما كان شأنه ارساء للمبادئ في الفريق، اما ان تسمع ان عددا من اعضاء اتحاد الكرة في مصر ساندوا حارس مرمى حتي ولو كان في قيمة عصام الحضري الفنية ضد الجهاز الفني للمنتخب بسبب رفضه الجلوس احتياطيا في مباراة ودية، وفي النهاية نريد التأهل الي المونديال، فهذه "عشوائية".
الغريب والعجيب، ان كل هذه الامور السابقة تحدث قبل ايام قليلة للغاية من مباراة المنتخب المصري الثالثة في تصفيات المونديال، وهي التصفيات التي تشهد للمرة الاولى منذ سنوات طويلة تفاؤل شديد لدي المتابعين في امكانية تأهل الفريق لكأس العالم بعد غياب دام ما يقرب من 22 سنة.
وفي الوقت الذي من المفترض فيه ان يكون اتحاد الكرة بجميع اعضاءه وعامليه الداعم الاول للجهاز الفني للفريق في هذه الفترة الحرجة، وجدنا جميعا كمتابعين سواء اعلاميين او جماهير وابلا من القرارات والآراء "غير المفهومة" والموجهة نحو شيء واحد فقط هو اقالة الجهاز الفني واستبداله بجهاز فني وطني محلي.
والبداية كانت منذ ما يقرب من شهرين برأي مفاده ان يتم شكر برادلي على الفترة الماضية واستبداله بأنور سلامة المدير الفني الحالي للجونة توفيرا للنفقات، وعندما اثير الامر اعلاميا، اشتكي نادي الجونة من محاولة اتحاد الكرة هز استقرار فريقه قبل ايام من بداية الدوري الممتاز، ولذلك قام اعضاء اتحاد الكرة المعنيين بالموضوع بنفي الامر تماما واكدوا مساندتهم الكاملة للجهاز الفني.
وبعد فترة من الراحة، عادت اصوات داخل اتحاد الكرة تطالب بإقالة برادلي واسناد المهمة لحسام البدري المدير الفني للأهلي، وحتى يتم تفادي اي اعتراضات قد تأتي من الاهلي في ظل منطقية تمسك ادارة النادي بالبدري الفائز ببطولة دوري ابطال افريقيا مؤخرا، تم اقتراح ان يتولى البدري تدريب المنتخب والنادي الاهلي في نفس الوقت!
ومرة اخرى وبعد انتشار الامر اعلاميا، بدأ اعضاء اتحاد الكرة المعنيين بنفي الامر جملة وتفصيلا وانهم يساندون برادلي حتي الرمق الاخير من تصفيات المونديال.
واخيرا جاء ملف الحضري ومباراة تشيلي الودية في اسبانيا لتؤكد ان هناك اشخاصا داخل اتحاد الكرة لا تريد الاستقرار للمنتخب بأي شكل كان، فعندما ترى عضو او عضوين في اتحاد الكرة يساندان لاعبا رفض الانصياع لقرارات الجهاز الفني سواء بالجلوس احتياطيا او اي كان القرار في مباراة ودية، فلا يمكن ان يكون ذلك امرا عاديا او يجب تركه يمر مرور الكرام.
بل والعجيب والغريب ان ترى اتحاد الكرة يجتمع بالحارس دون عمل اي حساب للجهاز الفني ويطلب منه تقديم اعتذار حتي يضعوا الجهاز الفني في ورطة ويكونوا مجبرين على تقبل الاعتذار واستدعاء اللاعب في المستقبل.
اضافة الي ذلك، لا يمكن لأحد ان ينكر محاولة البعض "تزهيق" برادلي في حياته من اجل ان يتقدم هو بالاستقالة ويرفع الحرج عن الاتحاد، والامثلة على ذلك كثيرة ومنها مؤخرا محاولة تأزيم ملف استمرار المدرب في اسبانيا وعدم عودته للقاهرة مع الفريق، ثم المطالبة "الغريبة" بتقديم تقرير عن الخسائر التي تلقاها الفريق في مبارياته الودية الاخيرة واسبابها!
والسؤال هنا، اليس من المنطقي ان اجابة برادلي لطلب اتحاد الكرة ستكون انه يحاول تجربة اكبر عدد من اللاعبين من اجل الوصول الي التشكيل الامثل لمواجهة زيمبابوي؟ هل اتحاد الكرة وهو يطلب هذا الطلب "العجيب" لم يكن فطنا للدرجة الكافية ليرى ان سؤال لا يختلف على الاطلاق عن سؤال محمد هنيدي الشهير في فيلم "جاءنا البيان التالي" عندما قال " وزيرة خارجية امريكا ... كم مرة زرت امريكا؟"
سواء كانت مطالب اتحاد الكرة بإقالة برادلي جاءت من عضو واحد او من عضوين ولأي سبب ان كان سواء كان ماديا او شخصيا ... الخ، يجب دق ناقوس الخطر لما يمكن ان توصلنا هذه الامور، فضياع حلم المونديال للمرة السادسة على التوالي سيكون بمثابة المطرقة التي ستنزل على رأس كرة القدم المصرية لتهدمها بلا رجعة في وقت نحن بحاجة فيه وبشدة لفرحة مثل فرحة التأهل للمونديال.