كتب/
محمد رشدي.قلب نادي ميلان جميع الموازين
والتوقعات وهزم نادي برشلونة الأفضل في العالم عن جدارة واستحقاق …الميلان
الممتاز قدم لنا العديد من الدروس في هذه المباراة التي نلخصها لكم في السطور التالية : النووي الذي يحمل جينات الأبطال .
الميلان واستراتيجية التركيز على الثلث الثالث :
لعب نادي ميلان بتشكيل فرضته الغيابات الكثيرة التي كان بعضها طارئاً ،لكن
الخطة بقيت نفسها ٤-٣-٣ والاستراتيجية هي التي توقعها موقعنا بانتظار
برشلونة في الثلث الثالث والضرب بالمرتدات …كما بدا واضحاً التركيز على
الوسط الدفاعي ومحاولة دفع لاعبي برشلونة نحو الأطراف مما يقلل فاعليتهم ،
أما الاستراتيجية الهجومية فكانت بالتركيز على المرتدات والدخول على
الأطراف خاصة من الجهة اليسرى عبر الشعراوي .
برشلونة لم يكن هو نفسه :
برشلونة لعب بتشكيل مثالي وبخطة المعتادة، لكنه لم يكن برشلونة الذي نعرفه
لأنه لم يجد المساحات التي يعرفها ويعتاد عليها في الدوري الاسباني ، كما
أن نجاح ميلان في الحد من خطورة ميسي وإنيستا قللت كثيراً من فاعلية هجوم
برشلونة وقدرته على الاستحواذ الفعال .انضباط تكتيكي رائع من لاعبي ميلان :
أدوار الميلان كانت مرسومة بدقة سواء في الدفاع والهجوم والجميع كان يعرف
ما له وما عليه ، وعندما تشاهد الشعراوي يدافع بهذه الشراسة تعرف ماهية
الذهنية الانضباطية التي لعب بها الفريق.
استراتيجية خاصة لإنيستا وميسي :
الميلان وعلى لسان مدربه أليغري أعلن صراحة بأنه لن يراقب ميسي لوحده بل
سيراقب إنيستا ….وقد اتبع ميلان استراتيجة خاصة لكلا اللاعبين تمثلت في
مراقبتهما عبر لاعبين أقوياء بدنياً كمونتاري وكونستنانت وأمبروزيني وغيرهم
..اللاعب الأول يضايق ميسي وإنيستا ويمنعه من القيام بأي شي والثاني
يستخلصها وقد ساعد الميلان على ذلك هو احتفاظهم بالكرة طويلاً .
الثقة المفاجئة التي أظهرها الميلان :
هي المفاجئة الأكبر التي ظهرت اليوم …فالميلان بدا واثقاً بنفسه وقدراته
والدليل أنه عندما كان يقطع الكرات في منطقة جزائه لم يكن يشتتها دائماً،
بل كان في كثير من الحالات يمرر الكرات في مناطقه ويبدأ الهجمات المنظمة .
العامل البدني كان الحاسم :
هو العامل الأهم في حسم هذا اللقاء لمصلحة الميلان والسبب هو صغر أعمار
لاعبيه وقوتهم البنيوية مما مكنهم من تقديم أداء بدني عالي للغاية طوال
التسعين دقيقة ، وبالعكس كان برشلونة حيث بدا متعباً وبطيئاً وغير قادر على
الإبداع وكان الملفت أن برشلونة لم يهدد مرمى أبياتي سوى بكرتين خطرتين
الأولى في الدقيقة ٧٦ من تسديدة بعيدة لإنيستا تؤكد حجم العقم والثانية
قبيل نهاية المباراة في الدقيقة ٨٢ من رأسية بويول…باختصار الميلان استغل
جهوزيته البدنية في الشوط الأول لاستنزاف البرشا والانقضاض عليه بالثاني .
الواتس أب لم ينفق بوجود أليغري :
أظهر مدرب نادي ميلان ماسيميليانو أليغري معدنه الحقيقي كمدرب واعد وقدّم
مباراة تكتيكية على أعلى مستوى …أليغري عرف كيف يضيع تشكيلة قادرة على
الفوز رغم الغيابات كما عرف كيف يستنزف البرشا ويضيق المساحات ويوقف مفاتيح
لعبه على كثرتها والأهم أنه نجح في تحضير فريقه ذهنياً لمواجهة أقوى فرق
العالم حالياً…في حين بدى برشلونة ضائعاً مع راورا في غياب تيتو، ويبدو أن
الواتس أب غير كاف لقيادة برشلونة للفوز.
باختصار المعجزات تحدث في عالم
كرة القدم والميلان قام بإحدى هذه المعجزات عندما فاز على فريق يتفوق عليه
بكل شيء…خطأ برشلونة انه استخف بالميلان رغم كل التصريحات التي أطلقها
لاعبوه عن قوة الميلان ، وقوة الميلان تكمن في أنه وثق بنفسه وباسمه وبحمضه